غزة هاشم: الملحمة الكبرى في آخر الزمان
2023-11-11
🌺 أنزل الحق تعالى سورة الإخلاص لتكون سمة المتعمقين في التوحيد في آخر الزمان! فكيف كان التوحيد على الدوام عنوان ثورة الأنبياء الروحية ونهج الرسالة السماوية في صناعة الإنسان الكامل؟! ولماذا كان التوحيد صراط الرسالة السماوية الممتدة من عهد النبوة الأول وإلى آخر الزمان؟! وكيف يصنع رجال التوحيد نصر الأمة في آخر الزمان ليكون نضالهم ميقات الظهور لكلمة الله العليا ولدين الله الواحد؟!
🌺 في قوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) طوق النجاة وبوصلة التحرر حتى رجوع النفس مطمئنة إلى أرض نشأتها الأولى ووحي ميثاق توحيدها الأزلي وفي هذا الرجوع تكون نقطة التحول الكبرى حيث اللقاء بوجه الله لمن تحقق بمقام العبودية ونال فيض الروح المقدسة! فهل أحسنت الإنسانية قراءة خارطة نجاتها أم أنها استبدلتها بخارطة التيه الذي لا نجاة فيه؟! وما هي مقالة الرجال الذين هاجروا إلى الله وأقاموا في أرض الروح في آخر الزمان لكل الناس؟!
🌺 يقول تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) يظهر أن الثبات مدد إلهي يبسطه الحق تعالى لرجال كلمة التوحيد وقادة مقالة العدل في معركة المواجهة ببعديها الدنيوي والأخروي، وبالقول التوحيدي يحرر الحق تعالى رجال الحسم من سجن الزمن المادي وبالتوحيد يحرر أولئك الرجال الأرض كلها من زمن الغواية! فكيف يرسم نضال المقاومة في غزة اليوم سبيل الحرية ونهج العزة ووعد النصر؟! وكيف استكملت غزة التي تقاتل لله ورسوله اليوم شروط النصر وانتصرت؟! وما هي رسالة التحذير الأخيرة التي تحملها الأحداث في غزة لأولئك المتقاعسين والمتخاذلين الذين إن التحقوا بموكب الشرف فقد استنقذوا أنفسهم وإن تخاذلوا فقد هلكوا؟!
🌺 في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ) مؤشر قرآني دقيق أنّ من اختاره الحق تعالى ليكون في معسكر الجهاد ونصرة الحق هم الوارثون بهم عمارة الأرض ولهم يسخر الحق تعالى مقاليد السماوات والأرض! فما هي سمات معركة الكرامة والشرف في غزة اليوم الذي اتصلت به جغرافية المقاومة واتحدت دماء الأحرار؟! وما هو مشهد المستقبل للعالم كله الذي ترسمه ثلةٌ من المؤمنين أيدها الله بالثبات ونصرها بالتوحيد؟! وكيف غيرت معركة التحرير الكبرى التي انطلقت من بقعةٍ صغيرةٍ جغرافياً مترامية الأبعاد ممتدة بمعارج التوحيد إلى السماء؟!
🌺 إلى رجال غزة هاشم: من أبناء علي (ع) وفاطمة (ع) أنتم الجيش الذي لا يقهر، أنتم مصانع الرجال وعلامة النصر ومنارة الخلاص التي يهتدي بها الأحرار في العالم، أنتم معجزة الثبات ومدد الكرامة وعنوان الشرف، جعلتم ميقات العالم كله هو ميقات المقاومة، أعطيتم العالم ما يحتاجه اليوم حقاً وهو (الوعي) ففي الوقت الذي أرادت به الصهيونية المجرمة وآلة إفساد يأجوج ومأجوج أن يصلبوا هذا الوعي كنتم أنتم قيامة الوعي أعطيتم العالم النصر وأدوات النصر وأعطيتم العالم الحرية وأدوات الحرية، نصرتم الله فنصركم ومن ينصره الله فلا غالب له، فاضربوا بيد القدرة الإلهية التي تبث الرعب في قلوب أعداء الله وأعدائكم. أنتم الصادقون الذين سيكفيهم الله القتال ويرد عدوكم مدحوراً مهزوماً لا ينال خيراً ولا يحصد نصراً ولا يحقق إنجازاً مهما حشد.
🌺 أما لمدَّعِي الإسلام الذين يدعون الإسلام ولَمَّا ينصروا غزة بعد: كونوا مع نبض الشعوب الحية التي فهمت رسالة الحرية والحق تلك التي سطرها رجال المقاومة، أنصتوا جيداً لنداء السماء فمن غزة هاشم يكلمكم المهدي (عج) والمسيح (ع)، ولكل من ينتظر الملحمة في آخر الزمان، إن كان من ملحمةٍ في آخر الزمان فهذه الملحمة أمامكم من غزة هاشم، وماذا تنتظرون أكثر من ذلك؟ إذا لم تنهضوا اليوم فمتى يكون بعثكم؟! وإن كنتم تبحثون عن العزة والبقاء فاعلموا أن لا بقاء من بعد اليوم إلا بصحبة أيام الله، وإن ملحمة غزة اليوم هي يوم الله الذي أعزَّ جنده وأنجز وعده وهزم الأحزاب وحده.
🌺 إلى الصهاينة المجرمين: ها قد أتاكم الله من حيث لم تحتسبوا لا حصونكم مانعة عنكم بطش الله ولا جدرانكم تحميكم من ضربات المقاومة المُسَددة، ولا سُعَار آلة إعلامكم قادر على حجب صوت الرعب والخوف الذي يملأ قلوبكم، فلا تظنوا أنكم تملكون فائض القوة ومدد السلاح الذي تتوسلونه من حلفائكم بل كل ما تملكونه هو الخوف والرعب، ومن كانت بضاعته الخوف فإن تجارته الإجرام ونصيبه منها الزوال، وكل ما بقي لكم على أرضنا دوركم الخربة بأيديكم قبل أيدي المؤمنين. أنتم الوهم الذي ما بقي منه إلا وهم صورة إعلامية تحركها كاميرا الدجال وتحاول عبثاً منظومة يأجوج ومأجوج أن تبعث فيها بقية من حياة، أنتم الشتات والفرقة التي كانت على الدوام قدركم الذي لم تفهموه، وإذا كان من درسٍ تعلمه المقاومة لكم اليوم فهو أن تعلنوا هزيمتكم وترحلوا قبل أن يخرجوكم من أرضنا وأنتم صاغرون وهم عن قريب فاعلون.
🌺 يا أهل غزة، يا رجال الشرف الهاشمي من أرض سوريا الصمود وقد بُعِث فيكم ومعكم من جديد ابنها القسام البطل حياً مقاتلاً يحمل نبض شعب سوريا الأبية وروحها التي لم تتخلَّ يوماً عن خيار نصرتكم، فنحن اليوم معكم في مشهد تتّحد فيه دماؤنا ويمتد نصرنا ويتواصل صمودنا، نعرف في وجوهكم أنسابنا ونبصر في نضالكم ثأرنا ونرى في ثباتكم ترجمان وحي الكلمة الإلهية وجمال الصنعة الإلهية وجلال الوعد الصادق القادم.