الفاتحة: إبلاغ وتبليغ...

2023-09-23

🌺 في رواية عن الإمام الصادق (ع) يقول: (واعلم أن بلاياه محشوة بكراماته الأبدية ومحنه مورثة رضاه وقربه) ما الحقيقة النورانية المخفية في سنة الابتلاء الإلهي؟! وهل في الابتلاء امتحان للثبات والصبر فقط أم أنَّ ثمة أسرار علوية في حقيقة الابتلاء تضيء سراج قلوب العارفين وترفع هياكل أنوار التوحيد في قلوب السالكين؟!
🌺 ينزل البلاء على أهل الأرض كلهم فيقرؤه رجال الله من مشكاة أنوار علم التوحيد إشعاراً وإذناً إلهياً للبدء بالتغيير ببركة بسم الله الرحمن الرحيم! ما هي رؤية أهل الكرامة الإلهية ووراثة الرضا الرباني لمشهد الإبتلاء الذي يعيشه المستضعفون اليوم في العموم وتعيشه شام رسول الله(ص) على وجه الخصوص؟! وما هو بلاغ أصحاب جواهر علم الرجال حتى لا يتحول الابتلاء إلى نقمة والامتحان إلى عقوبة؟!
🌺  تتكشف الأحداث المتسارعة في الغرب الذي يصفه منظرو الحداثة ورواد البحث الليبرالي اليوم عن (غرب يحتضر) وعن موت وشيك لمنظومة الحداثة اللاأخلاقية وانهيار معسكر الرأسمالية الغربية الذي رسم المشهد العالمي منذ بداية القرن الماضي! وعلى الجهة المقابلة تماماً يأذن الحق تعالى بميلاد شرق المستضعفين الوارثين من مخاض ابتلاء عسير ومن كدر حصار فرضته حضارة القتل والترهيب الغربية! فما هو بيان الولادة الحضاري الذي يحمله رجال الشمس التي أشرقت من الغرب وأضاءت الشرق كل الشرق للشعب الصامد في سوريا الأبجدية والحضارة، ولحملة لواء شمس الولي الفقيه المرشد ولروم الوعد بالنصر، ولإفريقيا التي خرجت من عنقاء تبعث من تحت الرماد ثم لسائر المستضعفين في الأرض؟!
🌺 في قوله تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) تعقيب قرآني مباشر بوعد الاستخلاف وتمكين الدين وظهور لواء القسط والعدل بعد أن أحكم الظلم والجور قبضته على الأرض! فما هي حقيقة البلاغ الإلهي؟ وهل تقتصر مهمة البلاغ والتبليغ على الشؤون الدعوية والأحكام التشريعية والفقهية؟! أم أن خطاب الاستخلاف التبليغي الذي ينطلق من مدد علوم الأسباط ومن مقام نفي الصفات على لسان المخلصين هو خطاب متفرد ينطق به الحق تعالى بلسان رجاله الذين أطاعوا حتى ذابوا فيه وسلموا له حتى فنيت أنفسهم؟! وما هي سمات رجال التبليغ الإلهي العالي؟! وكيف كان سر البلاغ مستودعاً في فاتحة القول المبين؟! 
🌺 جاء في الحديث القدسي: ((و أعطيتك ولأمتك كنزاً من كنوز عرشي: فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة)) فما هي كنوز الفاتحة العرشية؟! ولماذا بقيت الأمة أحقاباً متتالية تفتقر إلى المنهج والفهم والتأويل وهي صاحبة كنز العطاء الإلهي؟! وهل جاء الزمن الذي يأذن به رجال الأمر الإلهي بكشف أسرار هذا الكنز العرشي لرجال يتيمي آخر الزمان الصمدانيين إيذاناً برفع لواء التبليغ الاستخلافي العالمي بسر فتح (بسم الله الرحمن الرحيم)؟! 
🌺 في رواية عن مولى الموحدين (ع) يقول: ((لو شئت لأوقرت لكم ثمانين بعيراً من معنى الباء)) من البسملة انبثقت منظومة الوجود متجلببة بأستار الألوهية ومتسربلة بأنوار الأحدية، لتطفئ شمس أصحاب عرش العقل العظيم القدرات وقد أتوا إلى حضرة رجال التمكين مسلمين لله إسلام معية لا إسلام إنية، بسملة يحوطها جلال وإكرام الرحمن الذي يمسك بطير النفس السالكة من أن تقع من جديد في سجن العوالم السفلية، فكيف يحمل رجال التبليغ السماوي في آخر الزمان الناس في زمن اشتداد فتنة أمواجها كالجبال على ركوب سفينة التوحيد والولاية التي تسير بعلم الأمر الإلهي والإلهام الرباني علَّها تنجو من طوفان يأجوج ومأجوج الذين ينسلون من كل حدب؟! وكم نحتاج اليوم إلى كتاب سليمان الكريم لتأتي عروش العقل الكسبي مسلمة بمعية الصالحين؟! 
🌺 في الفاتحة نطقت قلوب رجال الحب بالحمد لرب العالمين، ومن هذا الحمد دخلوا ميقات ظهور الدين على الدين كله وأرض ميراث الصالحين! فما هي أسرار التقرب بالحمد والربوبية بالظهور في الفاتحة؟ وما هي معارج ترقي السالكين من بوابة البسملة التي نطقوا بها بإذن القول الإلهي حتى بلغوا مقام (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؟! وما هي حقيقة العبودية التي أرادت أن تشير إليها آية الفاتحة؟! وما ضرورة وحتمية المعونة والمدد الإلهي للتحقق في مراتب العبودية؟! وكيف يصل الموحدون بثنائية العبودية والاستعانة إلى مراتب اليقين؟! 
🌺 في الفاتحة لا رجاء لرجال الفتح إلا أن يكونوا على نهج أنصار الله وبمعية النبيين والشهداء والصديقين والصالحين! فما هي حقيقة الصراط المستقيم؟! ولماذا كان في الهداية إليه منهج النجاة من فخ الغواية الإبليسية؟! ومن هم رجال الصراط المستقيم في آخر الزمان الذين يحملون عنوان الصراط التوحيدي وهوية الصراط المحمدية في آخر الزمان؟! وما هي حقيقة سبل الضالين والمغضوب عليهم التي تضل الناس عن الهداية إلى الصراط المستقيم؟! وما علاقة المغضوب عليهم والضالين بعبدة العجل وبالمشركين؟!